لقد
زود الله هذه المخلوقات الضعيفة بأجهزة لقياس الزلازل تتفوق على أي جهاز
بشري، فهي تسمع الصوت الذي تصدره الأرض قبل وقوع الزلزال بيومين!!..
إنه
زلزال الصين! زلزال دمر مناطق شاسعة من الأرض وأباد مئة ألف إنسان وشرد
مئات الآلاف، إنه إنذار من الله ونوع من أنواع العذاب الأدنى الذي قال الله
فيه: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
[السجدة: 21].
طبعاً هذا الإنذار لا يخص أهل الصين فقط بل هو إنذار للناس
جميعاً ليرجعوا إلى خالقهم ورازقهم سبحانه وتعالى، ويتوبوا عن معاصيهم
وذنوبهم.
ولكن
الظاهرة الغريبة التي حيرت العلماء هي نزوح عدد هائل من الضفادع قبل
الزلزال بيومين وتجمعهم في مكان آمن! وقد لاحظ سكان المدينة المنكوبة هذه
الظاهرة ولم يعيروا لها أي انتباه، ولكن تبين فيما بعد أن الله تعالى زوَّد
هذه المخلوقات بأجهزة إنذار تتحسس الترددات المنخفضة جداً التي تصدر عن
الأرض قبل الزلزال ولا يسمعها البشر، إنما تسمعها الضفادع وتأخذ حذرها
وتبتعد عن مكان الخطر!!
صغار
الضفادع تهرع وتتجمع في مناطق آمنة بعيداً عن مكان الزلزال الذي ضرب
الإقليم بيومين، إن هذه الضفادع التي نحسبها لا تعقل زودها الله بقدرة على
تمييز الترددات المنخفضة الخاصة بالزلازل، هذه الترددات لا يمكن للبشر أن
يحسوا بها، ولكن الضفادع تميزها، فتأملوا قدرة الله في هذه المخلوقات
الضعيفة!
إن
هذه الظاهرة لا يمكن أن يمر عليها المؤمن دون أن يتذكر قدرة الله تعالى
وأنه لم يخلق أي كائن حي عبثاً، بل كل مخلوق له عمل ومهمة وهدف بل ويمكن
الاستفادة منه، وبالفعل يعكف العلماء اليوم في مختبراتهم لاستكشاف سر هذه
الضفادع، ويحاولون الاستفادة منها في التنبؤ بالزلازل والكوارث.
لقد
عرف العلماء أن بعض الحيوانات تتحسس الترددات الصوتية المنخفضة التي
تطلقها الأرض كمؤشر على اقتراب الزلزال، ولكن أجهزة العلماء وعلى الرغم من
التطور التقني الكبير تبقى عاجزة عن تحليل هذه الترددات والتنبؤ بالزلزال.
ولذلك فإن هذه المخلوقات مسخرة للإنسان أيضاً، ليتعلم منها، وهنا يتجلى قول
الحق تبارك وتعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[الجاثية: 13]. ويقول العلماء إن معظم الحيوانات مثل الطيور والفيلة
والحيتان والأسماك وغيرها لديها القدرة على التنبؤ بالزلازل والأعاصير
والكوارث الطبيعية!
فهل
نتفكر وندرك رحمة الله ونعمته علينا، ونسارع لفعل الخيرات حتى ينجينا الله
من هذه الكوارث التي تعصف بالأرض اليوم؟ إذاً علينا أن نجتهد بالدعاء لأن
الله تعالى يقول: (ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا
وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 55-56].