ويلٌ لمن أدرك رمضان ولم يُغْفَر له ..
هل لك في دعاء طويل لا تقوم منه حتى يتوب الله عليك؟!
هل لك في بكاء غزيز في ليلة من ليالي رمضان ترجو به العتق من النار؟!
هل هناك فرصة سانحة مثل هذه الفرصة في أن تتوب من سماع المغنين والمغنيات، ومشاهدة القنوات الفاضحات؟!
أسرع قبل أن يأتي يوم لا تُقال فيه العثرات، ولا تستدرك الزلات،
فإن لم يكن اليوم …… فمتى؟!
أربـــاح التوبــة
1) التائب من الذنب كمن لم يرتكبه .. قال "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" [حسنه الألباني، صحيح الجامع (3008)]
2) التائب حبيب الرحمن .. قال الله تعالى {.. إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]
3) التائب سبب فرح الربِّ جلّ وعلا .. قال "لله أفرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه، فالله أشد فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده" [رواه البخاري ومسلم]
نـــور قرآني
قال جلَّ ذكره {.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور: 31]
أمَر الله الكافة بالتوبةِ .. العاصين بالرجوع إلى الطاعة من المعصية، والمطيعين من رؤية الطاعة إلى رؤية التوفيق، وخاصَّ الخاصِّ من رؤية التوفيق إلى مشاهدة الذي وفقهم لهذه الطاعة وهو الله جل جلاله ..
ولذا قيل: أحوجُ الناس إلى التوبة مَنْ تَوَهَّمَ أنَّه لا يحتاج إلى التوبة.
الرسول قدوتنــا
قال رسول الله "يا أيها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه؛ فإني أتوب إلى الله وأستغفره في كل يوم مائة مرة" [السلسلة الصحيحة (1452)]
بل إن الصحابة كانوا يعدون لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة "رب اغفر لي وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
وهذا النبل من رسول الله قد أزال عن كاهل الأمة بحورًا من سوء الظن ربما تفتك بها .. فلو استغفر المذنب لظن الناس أنه صاحب ذنب أو ارتكب جريمة أو كبيرة من الكبائر، لكنه الستر النبوي الجميل والتغطية الربانية الرحيمة على كل صاحب ذنب، بأن شرع الاستغفار للجميع، حتى قال بكر بن عبد الله: "إن أكثر الناس ذنوبًا أقلهم استغفارًا، وأكثرهم استغفارًا أقلهم ذنوبًا".
من درر الأقـوال
قال عمر بن الخطاب : "جالسوا التوابين؛ فإنهم أرق أفئدة".
قال مجاهد رحمه الله: "من لم يتب إذا أمسى وإذا أصبح، فهو من الظالمين".
وقال علي : "العجب ممن يهلك ومعه النجاة"، فقيل: وما هي؟ قال:"الاستغفار والتوبة".
وقال ابن عباس : "كل ذنب أصرَّ عليه العبد كبير، وليس بكبير ما تاب منه العبد".
وغابت شمس التوبة
فرأينا الآتي:
اليأس من المغفرة .. فإذا استعظم الإنسان ذنبه رأى أنه لا يمكن مغفرته وبالتالي يستمرئه ويستمر عليه، وهذا قنوط من رحمة الله، وهو من الكبائر.
استصغار الذنب واحتقاره .. فكثير من العصاة يستصغرون ذنوبهم ويحتقرونها،فيستمرون فيها.
الإصرار على الذنب والمداومة عليه.
المجاهرة بالذنب والمفاخرة به.
وهذه كلها المراحل الأربعة للذنب .. لأن الشيطان يستدرج العبد رويدًا رويدًا، فيبدأ الذنب بالارتكاب، ثم بعده يكون الانهماك، ثم يزداد تعلق القلب بالخطيئة فيكون الاستحسان، ثم يأتي في المرحلة الرابعة الاستحلال والعياذ بالله.
كفانا كلامًا أرونا العمل
1) سأجدِّد توبتي لله كل ليلة.
2) سأحفظ ثم أردد الأدعية النبوية المأثورة .. ومنها:
عن أبي موسى الأشعري عن النبي أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني .. اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي .. اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير" [متفق عليه]
وعن أبي هريرة قال: كان النبي يقول في سجوده "اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره" [رواه مسلم]
عن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة "رب اغفر لي وتُب عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم " [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
بهذا التعميم فى الدعاء وهذا الشمول تحصل التوبة لكل الذنوب التى عملها العبد من ذنوبه وما لم يعلمها، فينبغى ألا يخلو يومًا في حياتك من توبه عامة شاملة من خلال واحد من الأدعية المأثورة السابقة.
3) لن اكتفي بنفسي بل سأحاول اجتذاب العصاة إلى رحاب الله، وأفتح لهم باب الأمل في عفو الله.
4) سأرد المظالم إلى أهلها .. ولن يمر هذا الشهر عليَّ وعليَّ مظلمة لأحد.
لا تكن أنانيًا
انشر الموضوع بين أصدقائك وإخوانك .. أو قم بطباعته وعلِّقه في مسجدك أو مكان عملك أو دراستك .. فالدال على الخير كفاعله.